أخبار وطنية الغنوشي: حركة النهضة أصبحت زيتونية.. والسلفية الجهادية هم خوارج هذا العصر
نشر في 09 جوان 2015 (10:58)
قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي انه منذ تأسيس الحركة سنة 1970 بقيت النهضة وبقي الإسلام الذي يتفاعل مع عصره وبيئته ويتجدد، مؤكدا ان النهضة ليست مجرد مشروع ديمقراطي، بل هي مشروع ديمقراطي يستند ويقف على أرضية الإسلام ويتمسك بها، وله ثقة كاملة ان الإسلام قادر على الاستجابة لمتطلبات البيئة ومتطلبات العصر وقادر على التفاعل إيجابياً وعلى ان يطور المتمسكين به، وفق تعبيره.
وتابع:" اعتقد ان تونس اليوم دولة إسلامية"، مشيرا الى ان الدستور يتضمن فصلاً يقرّ بأن الدولة تستند إلى الإسلام الذي ترتبط كيفية فهمه بالبيئة والناس وتطورهم والمشاكل ونوعيتها.
وشدد على ان النهضة لم تعد اليوم في قطيعة مع الدولة ولم يعد مشروعها نسفها وإحلال دولة أخرى محلّها وأصبحت فكرتها إصلاحية تقوم على إصلاح ما هو موجود معتبراً انه لو تمّ احتواء الفكرة الإسلامية ولم يقع تزوير الانتخابات في 1981 و1989 لم تكن تونس تحتاج لثورة.
أكد راشد الغنوشي، في ما يتعلق بتخلي النهضة عن فكرة الشريعة ورفضها الإفصاح عن ذلك لاعتبارات قد تكون داخلية، ان ليس للحركة "وجه قفا" أو ما يظنه البعض من ان للحركة ما تخفيه او لها مشروع خفي، مبيناً ان النهضة لها علاقة مع الإسلام صميمة وتعتبر ان الإسلام قادر على استيعاب كل ما هو نافع للحياة، ومضيفاً ان الشريعة عدل كلها ومصلحة كلها وكل ما لم يكن عدلاً ومصلحة ليس من الشريعة حتى وإن ظهر في لباسها.
وأضاف "انه لا سلطة خارج سلطة الشعب التي تعبّر عن نفسها في هيئات ومن جملتها الهيئة التشريعية ولا وصايا على المجلس التشريعي باعتبار ان سلطة الشعب مطلقة،" لكنها من الناحية الواقعية تتحرك في إطار من الثقافة والقيم والتاريخ والسياق مشدداً على ان النهضة لا تحمل مشروعاً تخفيه وتتربص الفرص للزج به لأنها جزء من هذا الشعب الذي تعتبره مسلماً كما تعتبر الدولة بدورها مسلمة.
وأشار الغنوشي إلى انه من بين نقاط الاختلاف بين انطلاق حركة النهضة والآن هو تحولها إلى المالكية واعتبارها المذهب المالكي مقوماً من مقومات الهوية التونسية والتمسك به يبعد عن التطرف، مؤكداً ان النهضة أصبحت زيتونية مع بعض الإصلاحات التي تنقيها من الخرافات التي ليست منها.
قال في تصريح لصحيفة المغرب في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 09 جوان، في ما يتعلق بسوء تقدير الخطر الجهادي، ان هذه الجماعات نشأت في غياب الحركة وكانت تتصور انها نوع من الامتداد لها في غيابها وتتوقع ان يقع استيعابها إثر عودتها في سياق الفكرة الإسلامية المعتدلة وبدأ التحاور معهم على هذا الأساس، مشيراً إلى ان عقيدة السلفية الجهادية ظاهرة جديدة في تونس ولم يكن للنهضة تجربة.
وأكد الحاجة إلى تنمية أدبيات إسلامية بديلة تكون قادرة على مجادلة أصحاب العقيدة السلفية الجهادية ودحضهم خاصة وانهم يقدمون أنفسهم على أنهم أصحاب الدليل وأنهم متمكنون من الإسلام مشيراً إلى ضرورة استقطاب
مشايخ يدبون علماء تونس على مجادلة هؤلاء وإنقاذهم مما هم فيه من الفكر الخارجي.
واعتبر ان السلفية الجهادية هم خوارج هذا العصر فهم بنفس التكفير واستحلال دماء المسلمين.